للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

موقوفًا، وفيه: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ)) (١) وحسَّن الحافظ ابن حجر إسناده (٢)، فيكون المراد به ظل العرش؛ لأن الروايات يفسر بعضها بعضًا.

وفي هذا الحديث: بيان فضل هؤلاء السبعة المذكورين.

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالإمام العادل؛ لعموم نفعه وتعديه؛ لأن الإمام العادل تصلح به البلاد والعباد، ويقيم الله به الأمن وينتصف به المظلوم من الظالم، ويؤخذ به على يد السفيه، وتقام الحدود بسببه.

وقوله: ((وَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ)): وفي رواية أخرى: ((إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ) ليس المعنى: أنه يجلس في المسجد ولا يخرج، بل المعنى: أنه يخرج إلى الأسواق ويبيع ويشتري، لكن عنده عناية بالصلاة.

وقوله: ((وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ) يعني: اجتمعا على المحبة، لا لأجل النسب، أو الشراكة في المال، أو لمصالح أخرى.

وقوله: ((وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) يعني: دعته إلى الفاحشة، فقال: إني أخاف الله عز وجل، ومثله المرأة إذا دعاها رجل ذو منصب وجمال، فقالت: إني أخاف الله عز وجل، فلها هذا الفضل.

وقوله: ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ)): هذا وهمٌ من الناقلين، كما قال القاضي رحمه الله (٣)، وقد رواه البخاري في صحيحه، على الصواب: ((حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ)) (٤)؛ لأن النفقة تكون باليمين، لا بالشمال.

وقوله: ((وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) يعني: فاضت عيناه من خشية الله عز وجل وهو خالٍ ليس عنده أحد، بخلاف ما إذا كان عند الناس، فقد يكون رياءً، ومثله المرأة إذا ذكرت الله خاليةً ففاضت عيناها، فلها هذا الفضل.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في العرش (٥٦).
(٢) فتح الباري، لابن حجر (٢/ ١٤٤).
(٣) إكمال المعلم، للقاضي عياض (٣/ ٥٦٣).
(٤) أخرجه البخاري (٦٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>