للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟ ) فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟ )) قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا، وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: ((عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا- وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً- وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا))، فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ، يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ.

قوله: ((وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً)): إنما أسر هذه الكلمة دون ما قبلها؛ لأن ما قبلها وصية عامة، وهذه الجملة مختصة ببعضهم، والمراد بالكلمة: المعنى اللغوي، وهي الجملة، وهذه الكلمة جاء تفسيرها في الحديث قَالَ: ((وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا) وعند الإمام أحمد وابن حبان: ((ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، )) فَقَالَ: ((لَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا)) (١).

وقوله: ((وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا)): شَيْئًا: نكرة في سياق النهي، والقاعدة الأصولية: أن النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط تَعُمُّ، فأخذ الصحابة بهذا العموم فلم يسألوا الناس شيئًا مطلقًا، فكان بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم وهو على دابته، فلا يسأل أحدًا أن يناوله إياه، بل ينزل ويأخذ سوطه بنفسه.


(١) أخرجه أحمد (٢٣٩٩٣)، وابن حبان (٣٣٨٥)، والطبراني في الكبير (٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>