قوله:((إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ))، يعني: من المشرق.
وقوله:((وَأَدْبَرَ النَّهَارُ))، يعني: من المغرب.
وقوله:((انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا))، يعني: اخلِط السَّويق بالماء، من باب التحلية.
وقوله:((يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا))، يعني: ما غربت الشمس؛ لأنه رأى رضي الله عنه الحمرة بعد غروب الشمس، وظن أن الفطر لا يحلُّ إلا بعد ذهاب ذلك.
في هذه الأحاديث: أنه لا عبرة بالحمرة بعد غروب قرص الشمس؛ لأن الحمرة تبقى مدة.
وفيه: أن الصحابي رضي الله عنه أشكلت عليه الحمرة من غروب الشمس، فراجع النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه: أنه لا بأس من مراجعة العالم، أو المسؤول، أو الكبير؛ حتى يتبين الأمر.
وفيه: أن هذا الرجل راجع النبي صلى الله عليه وسلم مرتين:
الأولى: قال: ((لَوْ أَمْسَيْتَ؟ ))، يعني: لو انتظرت المساء حتى تغرب الشمس؟
الثانية: قال: ((إِنَّ عَلَيْنَا نَهَارًا))، فظن لما رأى الحمرة بعد غروب الشمس أن النهار باقٍ؛ فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا عبرة بالحمرة التي تكون بعد غروب الشمس، بل العبرة بإقبال الليل، وإدبار النهار.