وقوله:((وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ)) العشير، بمعنى: المعاشِر، وهذا كفر الإحسان، إذا أحسن إليها الدهر، ثم رأت منه شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط.
وقوله:((فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ ! )) هذا يدل على وفور عقلها؛ حيث إنها سألت عن سبب كون النساء أكثرَ أهل النار، وذلك يعني: أنها تريد أن تعرف السبب لتتجنبه.
وقوله صلى الله عليه وسلم:((وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ))، يعني: مع كونها ناقصة عقل ودين، إلا أنها تأخذ بلب الرجل الحازم العاقل.
وقد بيَّن لهن النبي صلى الله عليه وسلم وجه نقصان عقلهن، بأن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، قال تعالى:{واستشهدوا شهيدين فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء}.
كما بين لهن النبي عليه الصلاة والسلام وجه نقصان دينهن، بأن إحداهن تمكث الليالي لا تصلي، وتفطر في رمضان إذا جاءها الحيض، وهذا النقصان لا حيلة فيه.
وفي هذا الحديث: أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بالصدقة.
وفيه: دليل على أن الصدقة تخفف العقوبة، وتدفع وهجَ النار ولهيبها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:((تَصَدَّقْنَ))، ثم بيَّن ذلك السبب، فقال:((فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلَ النَّارِ))؛ لأن النساء يتعرضن لأسباب دخول النار أكثر.
وفيه: ما يدل على أن نقصان الدين يكون بنقص الأعمال، وهذا دليل واضح على أن الإيمان يزيد وينقص، ويقوى ويضعف.
وفيه: الرد على المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان لا يزيد، ولا ينقص.