للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأداء الصلاة في وقتها من أفضل الأعمال، وكذلك يدخل في هذا أداؤها في الجماعة للرجل القادر.

وفي الحديث السابق قدم الجهاد على الحج، وهنا قدم بر الوالدين على الجهاد؛ وذلك لأن بر الوالدين فرض، بخلاف الجهاد في سبيل الله عز وجل، فقد يكون فرضًا، وقد يكون نفلًا، والأصل أنه مستحب إلا في حالات ثلاث:

الأول: إذا داهم العدو بلاد المسلمين، صار فرضًا على كل أحد.

الثاني: إذا استنفر الإمام طائفة أو شخصًا صار فرضًا عليه.

الثالث: إذا وقف في الصف.

ففي هذه الحالات الثلاث يكون الجهاد فرضًا، وما عداها يكون نفلًا، بخلاف بر الوالدين فهو فرض في كل حال؛ ولهذا قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، وما كان فرضًا في جميع الأحوال مقدم على ما كان فرضًا في بعض الأحوال، ثم إن هذه الحالات الثلاث ليست على كل أحد، بخلاف بر الوالدين فهو فرض على كل أحد؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد قال: ((أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ )) قَالَ: نَعَمْ، قال: ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)) (١)، فدل على أن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله؛ لأنه فرض في جميع الأحوال.

وترتيب أفضل الأعمال عند الله في هذين الحديثين كالتالي:

الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ثم الصلاة على وقتها.

ثم بر الوالدين.

ثم الجهاد في سبيل الله.

ثم الحج المبرور الذي ليس فيه إثم، ولا كبيرة.


(١) أخرجه البخاري (٣٠٠٤)، ومسلم (٢٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>