وقوله صلى الله عليه وسلم:((هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ)) قال لهم هذا؛ ليطيب نفوسهم رضي الله عنهم.
وقوله:((أَشَرْتُمْ، أَوْ أَعَنْتُمْ، أَوْ أَصَدْتُمْ؟ ))، يعني: هل أمرتم بالصيد، أو جعلتموه يصيده لأجلكم؟
في هذه الأحاديث: أنهم جاز لهم الأكل من حمار الوحش؛ لأنهم لم يشيروا على أبي قتادة رضي الله عنه، ولم يعينوه، ولم يساعدوه على صيده، ولكن لو ساعدوه، أو أشاروا عليه ما أحل لهم الأكل منه؛ ولهذا لما سقط سوطه ((سَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ))، أي: لم يساعدوه بشيء.
وفيها: بيان أن مجرد الضحك للمحرم ليس فيه إشارة بالصيد.
قال العلماء: وإنما ضحكوا تعجبًا من عروض الصيد، ولا قدرة لهم عليه؛ لمنعهم منه، وبوب البخاري باب: لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال، وساق هذا الحديث (١).