وقوله:((فَنَأْتِيَ عرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَنِيَّ))، يعني: أنهم يكونون قريبي عهد بالجماع.
هذا الحديث فيه: بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أصدق الناس وأبرهم وأتقاهم، عليه أفضل الصلاة والسلام.
وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ندم وتمنى أنه لم يَسُقِ الهدي حتى يتحلل معهم، فقال:((وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُق الْهَدْيَ)).
وفيه: أن عليًّا رضي الله عنه اشترى الهدي، لا أنه من السعاية على الصدقة.
وفيه: جواز الإهلال المقيد بقيد، فيقول: أُهِلُّ بما أَهَلَّ به فلان، أو يقول: أحرمتُ بما أحرم به فلان، كما فعل علي رضي الله عنه، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنه، فقد أهلَّا بما أهلَّ به النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه: أن جواز فسخ الحج إلى العمرة مستمِرٌ إلى يوم القيامة، وليس لهذا العام فقط.
وقال بعض العلماء: إن هذا خاص بالصحابة رضي الله عنهم في هذا العام فقط، وأما غيرهم فلا يشرع لهم فسخ الحج إلى العمرة.