كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم

كتاب الحج - باب وجوب الدم على المتمتع، وأنه إذا عدمه لزمه صوم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله - ج: 3 - ص: 490

في هذه الأحاديث: التصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالمتعة، وابن عمر رضي الله عنهما- أيضًا- كان ممن يفتي بالمتعة.

وفيها: أن من لم يجد الهدي صام ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع، وهو نص قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}.

وقوله: ((خَبَّ))، يعني: رمل، وهو إسراع المشي مع تقارب الخطا.

وابن عمر رضي الله عنهما لما قيل له: ((إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي نَهَى عَنْهَا، وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَأَمْرَ أَبِي نَتَّبِعُ، أَمْ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)) (١).

---

(١) أخرجه الترمذي (٨٢٤).