وَالِدَيْهِ؟ ))، يعني: أنهم استغربوا، كيف يمكن هذا؟ وهل يحصل هذا؟ فالوالدان أحسنا إليه، وهما السبب في وجوده، وربياه، ثم يشتمهما؟ ! فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا يكون بالتسبُّب، فقال:((يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ))، يعني: يتسبب في شتمهما، فيكون كأنه ساب لهما؛ لأنه إذا سب آباء الناس سبوا أباه، وإذا سب أمهاتهم سبوا أمه.
هذا الحديث فيه: أن من أعظم العقوق شتم الرجل والديه، وصاحبه ضعيف الإيمان؛ ولهذا أدخله المؤلف في كتاب الإيمان.
وفيه: دليل على أن الوسائل لها حكم الغايات.
وفيه: تحريم سب آباء الناس وأمهاتهم، قال تعالى:{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم} وإذا سبهما مباشرة فهذا أعظم، ويوجد في هذا الزمن من يسب أبويه مباشرة وليس تسببًا، وهذا أعظم وأعظم، فالصحابة رضوان الله عليهم استنكروا كيف يشتم الرجل والديه؟
وأعظم من العقوق والسب: ضربهما، أو قتلهما، أو قتل واحد منهما عياذا بالله.