هذا الحديث فيه: بيان أنه لا يُقبَل الحديث من مجهول؛ لأنه قد يكون كذابًا، وقد يكون شيطانًا يتمثَّل في صورة رجل، كما قاله عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذا أعظم.
وقوله:((إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً- أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ- يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا! )) : هذا الحديث من الزاملتين (١) اللتين أخذهما عبد الله بن عمرو بن العاص عن أهل الكتاب من الإسرائيليات.
(١) من الزاملتين: الزاملتان: تثنية زاملة، وهي بعيرٌ يَستظهِر به الرجل، يحمل متاعَه وطعامَه عليه، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص عثر على حمل بعيرين مِن كتب أهل الكتاب في اليرموك، فكان يُحَدِّثُ ببعض ما فيها من غير أن يرفعه إلى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ثُمَّ تحاشى بعض الرواة الرواية عنه احتياطًا. الصحاح، للجوهري (٤/ ١٧١٨)، النقض على المريسي، للدارمي (ص ٢٤٠).