ورد في هذا الحديث:((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَدَعَا لِأَهْلِهَا))، وفي الحديث الآخر:((إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ))، والجمع بينهما: أن الله سبحانه وتعالى حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، وأما إبراهيم فإنه أظهر تحريمها بعد أن نسي الناس ذلك بأمر الله له، وإلا فإن تحريمها سابق.
وقوله:((وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ))، يعني: بأمر الله عز وجل، فالله هو المحرِّم، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله سبحانه وتعالى.
وقوله:((وَإِنِّي دَعَوْتُ فِي صَاعِهَا، وَمُدِّهَا))، يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالبركة للمدينة في صاعها، ومدها وثمرها، ((بِمِثْلَيْ مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّة))، أي: دعا الله أن يجعل في المدينة من البركة ضعفي ما جعله لأهل مكة، ويرجى أن الله تعالى أجاب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان في المدينة يجد البركة في ثمارها وصاعها ومدها.