الله تعالى فهي صفة من صفاته سبحانه وتعالى، لا تُكَيَّف، ولا تُمَثَّل، فلا يشارك المخلوق في صفاته سبحانه وتعالى، وقلب المخلوق لا يتسع لأكثر من خليل، أما المحبة فتتسع لآخرين.
ومن هنا يظهر الغلط عند بعض الخطباء الذين يقولون: صلوا على حبيب الله، أو صلوا على الحبيب، والأولى أن يقولوا: صلوا على خليل الله، فيوصف بالخُلَّة؛ لأن الخُلَّة أكمل.
تنبيه: قال القاضي عياض رحمه الله: ((وفيه: تخصيص الرئيس في العلم والسلطان بالهدية والطرفة تفضيلًا له، وتقديمًا، ورجاء بركة دعائه)) (١)، هذه الفائدة ليست ظاهرة، لا في تخصيص الرئيس في العلم والسطان، ولا في بركة دعائه، فلا يدل الحديث على ذلك، بل الثمرة يعطاها كل أحد، والبركة يدعو بها كل أحد في أول الثمر وأوسطه وآخره.
في هذا الحديث: أنه كان إذا أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من الرطب أو العنب أول ما يظهر يدعو بالبركة، ثُمَّ يدعو الصبيان ويعطيهم هذا التمر؛ لأن الصبيان تتشوف نفوسهم إلى الثمار، ولا يصبرون بخلاف الكبار.