للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا الحديث: ما يدل على أن إفشاء السر الذي يكون بين الزوجين من أحدهما كبيرة من كبائر الذنوب، فما يكون بين الرجل وامرأته من الكلام عن الحالة في الجماع، يعتبر سرًّا، ومُفشِيه من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، و ((أشرُّ)) و ((أخيرُ)) لغة فصيحة، ولكنها قليلة (١)، واللغة المستعملة كثيرًا ((شرٌّ)) و ((خيرٌ)) بحذف الهمزة.

والمقصود بالسر هنا: السر الخاص، أما الشيء العام عند الحاجة إليه فلا بأس بذكره، مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا وَهَذِهِ، ثُمَّ نَغْتَسِلُ)) (٢)، يريد عائشة رضي الله عنها، وكالمرأة لما جاءت تشتكي قالت: ((إِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ)) (٣)، وهذا من أجل الحاجة في الخصومة؛ لمعرفة الحكم الشرعي.


(١) شرح الكافية الشافية، لابن مالك (٢/ ١١٢٧).
(٢) أخرجه مسلم (٣٥٠).
(٣) أخرجه البخاري (٢٦٣٩)، ومسلم (١٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>