للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأجمع أهل السنة والجماعة على أن الصدقة يصل ثوابها إلى الميت (١)، وكذلك الدعاء يصل ثوابه إلى الميت بالإجماع (٢)، كما نص القرآن على ذلك بأدلة كثيرة، منها: قوله تعالى- في الثناء على المؤمنين حينما دعوا لمن سبقوهم-: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}، وكذلك الدعاء للميت في صلاة الجنازة مجمعٌ عليه، والدعاء بعد الدفن ثابت، والدعاء عند زيارة القبور ثابت وهو يصل بإجماع أهل السنة والجماعة (٣).

وكذلك الحج يصل ثوابه إلى الميت باتفاق أهل السنة (٤)، على خلاف بينهم: هل يصل الميتَ ثوابُ الحج، أو ثواب المؤن والنفقات؛ فالجمهور: على أن ثواب الحج للميت (٥)، وذهب محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة إلى أن الذي يصل ثوابه هو المؤن والنفقات، والحج ثوابه للحاج، وهذا قولٌ مرجوح (٦).

ولم يخالف في وصول الصدقة والدعاء للميت إلا أهل البدع، محتجين بقول الله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} والآية لها أجوبة عند أهل السنة، منها:

الجواب الأول: قد أثبتت الآية أن الإنسان يملك سعيه، وأما سعي غيره فهو ملك له، فإذا بذله لغيره وصل إليه.

الجواب الثاني: أن الآية لم تنفِ انتفاع الإنسان بغيره، وإنما أثبتت انتفاعه


(١) الإقناع، لابن القطان (٢/ ١٢٠)، شرح الطحاوية، لابن أبي العز (٢/ ٦٦٤).
(٢) شرح مسلم، للنووي (٧/ ٩٠).
(٣) الإقناع، لابن القطان (٢/ ١٢٠).
(٤) الإقناع، لابن القطان (٢/ ١٢٠)، شرح الطحاوية، لابن أبي العز (٢/ ٦٦٤).
(٥) مواهب الجليل، للحطاب (٢/ ٥٤٣)، (٣/ ٧)، أسنى المطالب، لزكريا الأنصاري (٣/ ٦٠)، المغني، لابن قدامة (٢٩/ ٤٢٣).
(٦) المبسوط، للسرخسي (٤/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>