للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن تبسط يدك لقتلي ما أنا بباسط يدي.

ولهذا جاء في حديث النبي (عن الفتنة: «كن كخير ابني آدم» (١)، وفي لفظ عن رسول الله (أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي، قال: «فإن أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل» (٢)، وفي لفظ أن النبي (قال: «اكسروا قسيّكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة» (٣)، فهذه النصوص جاءت في القعود في الفتنة، وقد حملت هذه النصوص بعض الصحابة على ألا يشارك في القتال بين علي ومعاوية؛ خوفًا من هذه الفتن، وكذلك عثمان - رضي الله عنه - لما دخل عليه الثوار لم يدافع عن نفسه، ومنع من المدافعة عنه؛ أخذًا بهذه الأحاديث.

فلا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ((ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ)) وهو قابيل ((كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا) أي: نصيب من الوزر؛ ((لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ) كما في الحديث الآخر: ((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)) (٤).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٤١٦)، وأبو داود (٤٢٥٩)، والترمذي (٢٢٠٤)، وابن ماجه (٣٩٦١).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ١١٠)، والطبراني في الكبير (٤/ ٥٩).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٤١٦)، وأبو داود (٤٢٥٩)، والترمذي (٢٢٠٤)، وابن ماجه (٣٩٦١).
(٤) أخرجه مسلم (١٠٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>