للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله اصطفاه بالنبوة والرسالة، فهو لا يعلم الغيب، وليس مخلوقًا من نور، كما يدعي بعض الغلاة، قال تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم}، فهو عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب مخلوق من ماء أبيه وأمه كسائر الناس، وهو يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق عليه الصلاة والسلام.

وهناك طائفة يسمون (البريلوية) في الهند يقولون: إن الرسول يعلم الغيب، ويغلون في النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرفعوه إلى مقام الألوهية (١).

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يحكم حسب البينات.

وفيه: دليل على أن الحاكم إذا حكم بالبينة تنتهي الخصومة في الدنيا، ولكن حكم الحاكم لا يحل الحرام، ولا يحرم الحلال، بل هناك محكمة أخرى وخصومة بين يدي الله عز وجل.

والحاكم إذا استفرغ وسعه فإنه معذور، فلو أتى المبطِل بشهود زور، ثُمَّ حكم لهم القاضي فالقاضي معذور، ولكن المبطل ليس بمعذور، حتى لو كانت الخصومة مع ذمي، أو معاهَد فلا يجوز للإنسان أن يأخذ ماله، فمالهم محترم، ولذلك قال العلماء إن القيد في قوله صلى الله عليه وسلم: ((بِحَقِّ مُسْلِمٍ)) خرج مخرج الغالب في الخصومة بين المسلمين، وإلا فمالُ الذمي والمعاهد كَمَالِ المسلم.


(١) فرقة صوفية، نشأت في شبه القارة الهندية في مدينة بريلي بالهند. البريلويَّة عقائد وتاريخ، لإحسان إلهي ظهير (ص ١٣، ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>