للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه: أنه فتح قرية، فدعا الله أن تُحبس له الشمس، فحبسها الله حتى تم الفتح يوم السبت.

وفيه: دليل على أن الشمس حُبست ليوشع بن نون عليه السلام، ولم تُحبس لغيره على الصحيح، وما يذكره بعضهم كالطحاوي رحمه الله أنها حُبست للنبي صلى الله عليه وسلم في إحدى أيامه في الخندق حتى صلى فهذا ضعيف (١)، وكذلك- أيضًا- ما قاله في أنها حبست في صبيحة الإسراء، كل هذا لا أصل له، وكذلك بعض الشيعة والرافضة يدعي أن الشمس حُبست لعلي رضي الله عنه، وهو باطل كذلك.

وفيه: أن يوشع عليه السلام قال لهم: ((لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ) يعني: عقد على امرأة ولم يدخل بها، ((وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا، وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا))؛ لأن هؤلاء تتعلق نفوسهم بما خلَّفُوا وراءهم، فالرجل الذي عقد بامرأة نفسه تتشوق للدخول بها، وكذلك من له خليفات تتعلق نفسه بأولادها، ومن له بيوت لم يرفع سقفها بعد تكون متعلقة نفسه بهذا، فتضعف همتهم، ولا يكون عندهم النشاط والتحمس والرغبة في الجهاد.

وفيه: أن الله تعالى حبس عليهم الشمس حتى تم الفتح، فجمعوا الغنائم، فوضعوها في الصعيد على وجه الأرض، فلم تأتِ النار لتطعمها، وكانت الأمم السابقة لا تحل لهم الغنائم وإنما يجمعونها، ومن علامة قبول الله لها: أن تأتي نار من السماء فتأكلها، ولما جمعُوا الغنائم في هذه الغزوة التي غزاها يوشع عليه السلام لم تأتِ النار، فقال: ((فِيكُمُ غُلُولٌ)) وهو الإخفاء، أو أخذ شيء من الغنيمة، ثم قال: ((فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ)) يعني: في قبيلتك، فاعترفوا، فأتوا بشيء


(١) شرح الشفا (١/ ٥٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>