قوله:((أَبُو حُبَابٍ)) هذه كنية عبد الله بن أبي رضي الله عنه، وهذا من باب التلطف والتأليف.
وقوله:((وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ)) أي: القرية، والمراد: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله:((وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ)) أي: قبل أن يظهر إسلامه، وإلا فهو ما أسلم، وقد مات على نفاقه وكفره، لكن قبل غزوة بدر لم يكن أظهر الإسلام، فلما حصلت غزوة بدر ظهر نجم النفاق، فقال عبد الله بن أبي: هذا أمر توجه؛ فأظهر الإسلام، وأبطن الكفر.
وهذا الحديث فيه: صبر النبي صلى الله عليه وسلم على دعوته إلى الله.
وفيه: دليل على مشروعية السلام على المجلس الذي فيه أخلاطُ كفارٍ ومسلمين، أما إذا كانوا كفارًا فقط فلا يُبدؤون بالسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ)) (١).