للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْءٌ، فَهَكَذَا وَهَكَذَا- يَقُولُ فَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ)) (١).

وقوله: ((أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ)) الفرط هو: السابق الذي يتقدم القوم ليهيئ لهم المكان، ويعد لهم الماء ليسقيهم، وهذا في الموقف يوم القيامة، فحوض نبينا صلى الله عليه وسلم في الموقف يوم القيامة: طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر، وهو أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا حتى يدخل الجنة، وهناك أقوام يذادون عنه - أي: يُطردون- كما تذاد الإبل العطاش؛ لأنهم غيروا وبدلوا، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا لمن غير بعدي) وفي نفس الحديث: ((يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي)) - وفي لفظ: ((أصيحابي أصيحابي)) (٢) - ((فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)) (٣)، يعني: بعدًا بعدًا.

وفي هذا الحديث: عَلَمٌ من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي: إخباره عن أمور وقعت بعد موته صلى الله عليه وسلم، فقد تم فتح بلاد الفرس في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووُجد الكذابون.


(١) أخرجه مسلم (٩٩٧).
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٠٤).
(٣) أخرجه البخاري (٦٥٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>