قوله:((فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ)) ومعه الصدقات، وهذا مثل القول الآن: حاسبني محاسبة، وهذا فيه: أن للوالي أن يحاسب عماله، لينظر ما قبضوه وما لم يقبضوه.
قوله:((هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ))، يعني: هدايا من الناس أعطوه إياها ((فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟ ! )) فما جاءتك الهدية إلا من أجل العمل، ولولا أنك موظف عندنا ما أعطيت الهدية؛ فلا بد أن تردها إلى بيت المال.
قوله:((ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ)) فيه: مشروعية الخطبة، ويشرع أن يحمد الله ويثني عليه، ويشرع أن يقول: أما بعد.
قوله:((فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا)). والهدية التي يأخذها العامل غلول يأتي به يوم القيامة يعذب به.
قوله:((فَلَأَعْرِفَنَّ)) بالنفي، أي ما ينبغي أن تكونوا على هذه الحال فأعرفكم بها.
قوله:((أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاء، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ))، يعني: فيأتي يحمل هذا الغلول الذي سرقه وأخذه بغير حق، يحمله على رقبته يوم القيامة ويعذب به، إن كان بعيرًا أو بقرة أو شاة يحمل هذا على رقبته، والرغاء صوت البعير، والثغاء وهو صوت البقرة، والشاة ((تَيْعَرُ))،