نُسخت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وكل نبي بعثه الله أخذ الله عليه العهد والميثاق لئن بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم وأنت حي لتتبعنه، وعيسى عليه السلام هو أفضل هذه الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم يليه الصديق رضي الله عنه.
وعيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان، يحكم بالشريعة، في وقت ولاية المهدي، ويكون هو الحاكم بعد أن يتخلى المهدي عن الولاية، ويقتل المسيحَ الدجالَ مسيحَ الضلالة، ويخرج يأجوج ومأجوج في زمانه عليه السلام.
وقوله:((فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ))، أي: يكسر الصليب الذي يزعم النصارى أن عيسى عليه السلام صُلب عليه؛ مبالغة في إبطال ما عليه النصارى الذين يزعمون أنهم على دين عيسى عليه السلام.
وهذا الصليب يدل على جهل النصارى وسخافة عقولهم؛ فإن النصارى يجعلون الصليب شعارهم، ويعبدونه، ويعتقدون أن عيسى عليه السلام صُلب عليه، وأنه قُتِل، فيقال لهم: إذا كنتم تعتقدون بصلبه فكيف تعبدون الصليب؟ يفترض عليكم أن تكسروا الصليب، ولا تعبدونه.
وقوله:((وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ)) هذا حيوانٌ يشبه الكلب، حتى قال بعض العلماء: إن ما ولغ فيه الخنزير يُغسل كالذي ولغ فيه الكلب سبع مرات، إحداهن بالتراب (١)، وهو يأكل الجيف والخبائث.
وقتل الخنزير من قبيل إنكار المنكر؛ لأن النصارى يأكلونه.
وقوله:((وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ))، أي: لا يقبل الجزية من اليهود والنصارى.
واليهود والنصارى الآن يخيَّرون بين الإسلام، وبين الجزية، وبين القتال، فإذا نزل عيسى عليه السلام لا يبقى لهم إلا الإسلام أو السيف، ولا يقبل الجزية من يهودي ولا نصراني؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه ينتهي وقتها بنزول عيسى عليه السلام.