الرضوان، وهي الحد الفاصل بين السابقين الأولين وغيرهم، فمن أسلم قبل الحديبية فهو من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ومن أسلم بعدها فليس من السابقين الأولين في أصح قولي العلماء.
وهذه البيعة تسمى بيعة الرضوان، وتسمى عمرة الحديبية، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بالعمرة في السنة السادسة من الهجرة، فلما نزل بالحديبية، صده المشركون ومنعوه، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم عثمان ليخبرهم أنه ما جاء لقتال، وإنما جاء للعمرة، فاحتبسوا عثمان، فشاع بين المسلمين أنه قد قتل، فبايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على قتال قريش، فلما سمعت قريش بذلك خافوا، وأطلقوا عثمان.
وقوله:((بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ، وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ)) والمعنى واحد، فقد بايعوه على الصبر على القتال، والاستمرار عليه حتى النصر، أو الموت، لكن المقصود: أن هذه البيعة حصلت على عدم الفرار، وقيل لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه: على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية؟ قال:((على الموت)) (١)، فالنبي صلى الله عليه وسلم بايعهم على الصبر والثبات حتى الموت.
وفيه: جواز أن يبايع الإمام، أو قائد الجيش على عدم الفرار.