للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو غنيمة، فله إحدى الحسنين، إما: الشهادة، وإما الأجر والغنيمة.

وفيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم يود أن يخرج مع كل سرية، لكن الذي كان يمنعه من ذلك أن أصحابه يريدون أن يشاركوه، وكثير من الصحابة فقير ليست عندهم استطاعة ولا قدرة للجهاد، فيشق عليهم أن يتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ليس عنده شيء يعينهم به في الجهاد؛ ولذلك كان لا يخرج في السرايا رفقًا بأصحابه.

وفيها: جواز أن يحلف الإنسان لتأكيد كلامه، وإن لم يطلب منه الحلف، و ((أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ: «لا وَمُقَلِّبِ القُلُوبِ)) (١)، فنفوس العباد كلها بيد الله.

وفيها: إثبات اليد لله عز وجل على ما يليق بجلاله.

وقوله: ((وَالْعَرْفُ عَرْفُ الْمِسْكِ)) العَرف: الريح، يعني: والريح ريح المسك.

وقوله: ((تَكَفَّلَ)) تكفل وتضمن بمعنًى، أي: أن الجنة مكفولة ومضمونة لمن فعل ذلك.

وقوله: ((وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ)) قيل: المراد بكلمته: كلمة الشهادة التي وعدها الله المجاهد في كتابه وعلى لسان رسوله، وكلمة الله تطلق على الخبر والأمر، فالخبر يصدَّق، والأمر ينفَّذ.

وقوله: ((لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ)) الكَلْم: الجرح، والمعنى: ما جُرح جرحًا في سبيل الله إلا ويأتي يوم القيامة اللون لون الدم، والريح ريح المسك.

وقوله: ((وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ)) - بفتح العين- من باب: فرح يفرَح، ومعناه: يتفجر.

وقوله: ((وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ) يعني: والله أعلم بالمخلص الذي جرح في سبيل الله مِن الذي يريد الدنيا، أو المراءاة والشهرة، فالله أعلم


(١) أخرجه البخاري (٧٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>