للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: ((أَمْرُ اللهِ)) الريح الطيبة التي تأتي فتقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات قرب قيام الساعة، كما جاء في الحديث: ((إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ رِيحًا من اليَمَنِ، أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ)) - قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ-: ((مِثْقَالُ حَبَّةٍ)) - وقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ-: ((مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ)) (١)، وجاء في غيره: ((ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ)) (٢)، وجاء أنها لا تترك أحدًا من المؤمنين، ففي الحديث: ((حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ)) (٣).

وذلك حتى لا يبقى في الأرض إلا الكفرة شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة.

وقوله: ((ظَاهِرِينَ)) أنهم ظاهرون بالحجة والبيان، وقد يكونون ظاهرين بالسيف والسنان.

هذا الحديث فيه: بشارة لهذه الأمة بأن الخير لا يزال فيها، وأنه لا ينزع منها إلا قرب قيام الساعة، ووقتَئذٍ لا يبقى إلا الكفرة، وذلك إذا قُبضت أرواح المؤمنين والمؤمنات في آخر الزمان.

وهذا الحديث رواه عدد من الصحابة، منهم: ثوبان، والمغيرة بن شعبة، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

والطائفة الظاهرة هم: أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل الحق، وهم أهل الحديث العاملون به، قال الإمام أحمد رحمه الله: ((إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَلا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟ )) (٤) فكل من استقام على شرع الله ودينه وترسَّم خطى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو من الطائفة


(١) أخرجه مسلم (١١٧).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩٤٠).
(٣) أخرجه مسلم (٢٩٤٠).
(٤) أخرجه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>