للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذه الأحاديث: ردٌّ على الشيعة الرافضة الذين يزعمون أن أهل البيت خُصُّوا بشيء دون الناس، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّهم بالوصية، وأنه أوصى إلى اثني عشر إمامًا، ولكن أهل السنة كتموا ذلك، وارتدَّ الصحابة، وأخفَوُا النصوصَ التي فيها النص على أن عليًّا هو الخليفة، وولَّوا أبا بكر زورًا وبهتانًا وظلمًا، ثم ولَّوا عمر زورًا وبهتانًا وظلمًا، ثم ولَّوا عثمان زورًا وبهتانًا وظلمًا.

وهكذا اعتقاد الرافضة في علي رضي الله عنه، ولما سأله هذا الرجل: ((مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ) وفي لفظ آخر: ((إِلَّا هَذِهِ الصَّحِيفَةَ)) (١)، وفي لفظ آخر: ((إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللهُ رَجُلًا فِي كِتَابِ اللهِ)) (٢).

وفيها: أن هذه الأمور الأربعة من الكبائر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن مَن فعلها، وضابط الكبيرة أنها: كل شيء خُتم بنار، أو لعنة، أو غضب في الآخرة، أو أوجب حدًّا في الدنيا.

قوله: ((لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ) وجاء في اللفظ الآخر: ((مِنَ الْكَبَائِرِ: شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ ! قَالَ: ((نَعَمْ، يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ! )) (٣)، يعني: يتسبب في لعن والديه، فكأنه لعنهما، لكن إذا لعنهما مباشرة فهو يكون أعظم وأعظم.

وقوله: ((لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ)): وهذا شرك، فمن ذبح لغير الله فهو مشرك ملعون.

وقوله: ((لَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا)): والمحدث هو: المبتدع، وقيل: المحدث هو من يؤوي من ارتكب حدًّا، ويمنع من إقامة الحد عليه، أو يؤويه حتى ينصره وتنتشر هذه البدعة.


(١) أخرجه البخاري (١١١)، ومسلم (١٣٧٠).
(٢) أخرجه البخاري (٣٠٤٧).
(٣) أخرجه البخاري (٥٩٧٣)، ومسلم (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>