والنبي صلى الله عليه وسلم حصل له الكمال في هذا، فهو يتقلَّب أحيانًا بين الجوع والشبع، فإذا جاع صبر وتضرَّع إلى الله، وإذا شبع حمد الله وشكره.
وفيه: عناية الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم وملاحظتهم له، فقد قال أبو طلحة رضي الله عنه:((إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَأَظُنُّهُ جَائِعًا))، والصحابة رضي الله عنهم قد لا يعلمون هذا، وهو يُخفيه عنهم عليه الصلاة والسلام.
وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَعَامِ أَبِي طَلْحَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ.
قوله:((فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ))، أي: قال أنس رضي الله عنه لأبي طلحة رضي الله عنه: يا أبتاه؛ لأنه زوج أمه، فهو بمنزلة أبيه.
وقوله:((قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَصَّبَ بَطْنَهُ بِعِصَابَةٍ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ)): وذلك لأن أنسًا رضي الله عنه كان صغيرًا لا يدري؛ ولذا يسأل الصحابة: لماذا عصَّب الرسول صلى الله عليه وسلم بطنه؟