قولها:((أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ، سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ، سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؟ أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}؟ ))، أي: أنه صلى الله عليه وسلم محجوب عن رؤية الله تعالى في الدنيا، وأنه لم ير ربه عز وجل ليلة المعراج، وإنما كلمه الله تعالى من وراء حجاب، وهو قول عائشة رضي الله عنها، وهو الصواب.
والسلف رضي الله عنهم منهم من أثبت الرؤية، ومنهم من نفاها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:((وأما (الرؤية) فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: ((رأى محمد ربه بفؤاده مرتين)) وعائشة أنكرت الرؤية. فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد)) (١)