للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الساعة المحددة المعروفة، والساعة تطلق على الزمن القليل والكثير، من ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة-: ((أَلَا وَإِنَّهَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ)) (١)، وكانت الساعة من الضحى إلى بعد العصر فسماها ساعة.

وقولها: ((قام معي ليقلبني) أي: ليوصلني، وفيه: دليل على مشروعية ذلك، وهل خرج النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه في المسجد؟ ظاهره: أنه خرج، والنووي يرى أنه ما خرج، وأنه بقي في المسجد (٢).

هذا الحديث فيه من الفوائد:

١ - دليل على أن الإنسان عليه أن يدفع ظن السوء، فإذا خشي الإنسان أن يُظن به ذلك فيخبر عن نفسه إذا كان معه أهله يقول: هؤلاء أهلي معي، أو هذه أختي معي، أو هذه أمي.

٢ - دليل على أن الشيطان يجري من الآدمي مجرى الدم، وهو على حقيقته، خلافًا لمن تأوَّلَه، وهذا فيه رد على المعتزلة وغيرهم من أهل الكلام الذين ينكرون أن يكون الجني يلابس الإنسي (٣)، والأدلة في الرد عليهم كثيرة، منها: هذا الحديث، ومنها: قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، وقوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.

٣ - دليل على مشروعية الاعتكاف، وكان هذا الاعتكاف في رمضان، ويتأكد في العشر الأواخر منه.

٤ - دليل على أن المرأة تزور زوجها في معتكَفه.

٥ - مشروعية التسبيح عند التعجب.


(١) أخرجه البخاري (١١٢)، ومسلم (١٣٥٥).
(٢) شرح مسلم، للنووي (١٤/ ١٥٧).
(٣) تفسير الكشاف، للزمخشري (١/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>