وقوله صلى الله عليه وسلم:((فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي))، ولكنهما خرجا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فالمراد: أنه سيظهر شأنهما بعده، وإلا فالأسود العنسي قُتِل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، ومسيلمة الكذاب ادَّعى النبوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما عظم شأنهما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، لا سيما مسيلمة الكذاب، ولما ظهر أمره واشتد قُتل يوم اليمامة.
وقوله صلى الله عليه وسلم:((فَكَانَ أَحَدُهُمَا: الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَالْآخَرُ: مُسَيْلِمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ)) في هذه الرواية محتمل أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أو من كلام الراوي، وهي في البخاري بالجزم بأنها من الراوي:((فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَحَدُهُمَا العَنْسِيُّ، الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِاليَمَنِ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ)) (١).