وفيه: تحذير للأمة من التغيير بعده؛ لقوله:((فَإِيَّايَ لَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ عَنِّي)) فظاهره أنه يحذر نفسه، ولكن المراد به تحذير الغير، يعني: إياكم أن تغيروا وتبدلوا فتُذَادوا عن الحوض، واثبتوا على دينكم، واستقيموا على الإيمان.
قوله:((فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ))، أي: دعا لهم مثل دعاء الميت، وليس المراد: أنه صلى عليهم صلاة الميت، فهذا قول ضعيف مرجوح، فالصلاة هنا بمعنى: الدعاء، قال تعالى:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}، يعني: ادع لهم.
هذا الحديث فيه الكثير من الفوائد، منها:
١. دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته ودَّع الأحياء والأموات وصلى على قتلى أُحد صلاة الميت، يعني: دعا لهم دعاء الميت، ثم خطب الناس.
٢. دليل على أن الحوض موجود الآن وأنه مخلوق.
٣. إثبات الحوض والرد على الخوارج والمعتزلة في إنكاره.
٤. عَلَم من أعلام النبوة ومعجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم وهو الإخبار بأن أمته ستملك خزائن الأرض، وقد وقع كما أخبر، ففتحت أمته المشارق