قوله:((فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ))، يعني: التي ليس فيها قمر ويتبين فيها عدد نجوم السماء، أما إذا كان فيها قمر فإنه يحجب النجوم، والمعنى: أن أباريق الحوض كعدد النجوم كثرة في الليلة المظلمة.
قوله:((يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ))، يعني: يصب في الحوض ميزابان من الجنة من نهر الكوثر، والحوض في الموقف موقف القيامة.
واختلفوا في كون الورود على الحوض بعد الصراط، أو قبل الصراط على قولين:
القول الأول: أن الحوض قبل الصراط، وقبل الميزان؛ لأن الناس يرِدون عطاشًا فيناسب أن يرِدوا على الحوض، وهو- أيضًا- قبل الميزان، لأنه لو كان بعد الميزان لعرف من رجحت سيئاته أنه لا يرد على الحوض، وقد ثبت أنه يذاد قوم عن الحوض، فدل ذلك على أن الحوض قبل الميزان.
القول الثاني: أن الحوض بعد الصراط، لكن هذا قول مرجوح، والصواب القول الأول.