[٢٣١٠] وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا.
وهذا الحديث فيه: حُسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن أنسًا خدمه ((تسع سنين))، وفي الرواية الأخرى:((عَشْرَ سِنِينَ)) فما عابه بشيء قط، وما قال لشيءٍ فعله: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ تركه: لِمَ لَمْ تفعله، وليس معنى ذلك: أن الخادم لا يوجَّه ولا يعلَّم ولا يؤدَّب إذا أخطأ، لا بل الخادم والعامل يوجه ويعلم ويؤدب إذا أخطأ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعب على أنس شيئًا؛ لأمرين:
الأمر الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا.
والأمر الثاني: أن أنسًا كان غلامًا كيسًا فطنًا، كما قال أبو طلحة:((إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ)) فكان يلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه، ولا يُخل بشيء من ذلك.