قوله:((لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ))، أي: لا يخاف الفقر، وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام، فكان يتألف الناس على الإسلام، فيعطي عطاءً يعجز عنه الملوك، ويعيش في نفسه وأهله عيش الفقراء عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا أعطى الرجل غنمًا في وادٍ بين جبلين يتألفه على الإسلام؛ ولهذا فقد أثَّر هذا فيه، فذهب إلى قومه، وقال:((يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ))، أي: عطاء من لا يبالي الفقر، فكان عليه الصلاة والسلام يعطي الرجل وهو عدوٌ له، فلا يزال يعطيه حتى يكون صديقًا حميمًا، ويدخل في قلبه الإسلام.
قوله:((لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا))، يعني: أن الرجل كان يسلم من أجل الدنيا، طمعًا فيها، ثم بعد ذلك إذا دخل الإيمان قلبه، وخالطته بشاشته تغير وتحولت رغبته إلى الآخرة، وتجددت النية بنية جديدة فما يريد بدخوله الإسلام إلا الدار الآخرة.