بستانك، وكأن الزبير أراد أن يحبس الماء شيئًا قليلًا، ثم يرسله إليه، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بأن يسقي، ثم يرسل الماء، ولا يحبسه، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغض الزبير عن جزء من حقه؛ لأن حقه أن يحبس الماء حتى يغطي كعب القدم، ومع هذا غضب الأنصاري، فقال ما قال، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنه، ولم ينتقم لنفسه عليه الصلاة والسلام، وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام، كما عفا- أيضًا- عن اليهودية التي سمَّته، وعفا اليهودي الذي سحره، ولكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يُعفى عمن يهينه عليه الصلاة والسلام، أو يسخر منه، أو يتنقصه، أو يسبه فإنه يكون بذلك مرتدًا ويُقتل.