قوله:((أَوْلَى)): لفظة تهديد ووعيد، وقيل: كلمة تلهُّف.
وقوله:((الْمَعْنِيُّ)) - بكسر النون وتشديد الياء-: نسبة إلى معن بن زائدة.
وقوله:((يُلَاحَى))، أي: يُخاصَم.
وقوله:((أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ))، أي: أمر يكرهون حصوله.
وقوله:((أَرَمُّوا))، يعني: سكتوا.
وقوله:((وَرَهِبُوا))، يعني: خافوا أن يكونوا بين أمر قد حضر.
وهذا الحديث فيه: أن الصحابة رضي الله عنهم ألحفوا في المسألة، وسألوا النبي كثيرًا فغضب عليه الصلاة والسلام بسبب ذلك، وصعد المنبر، وقال:((سَلُونِي، لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ، إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ)) فقام عبد الله بن حذافة- وكان في شك من نسبه لأبيه، فكان إذا خاصمه بعض الناس طعنوا في نسبه- فأراد أن يعلم من أبوه، فأعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أباه حذافة، فثبت نسبه واطمأن؛ لأن نسبه صحيح، ثم قام رجل آخر وسأله، فلما رأى عمر ذلك، قال:((رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا)) حتى سكن غضبه عليه الصلاة والسلام.
وفيه: أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وهو رد على المعتزلة الذين يقولون: إنهما تخلقان يوم القيامة، وأن خلقهما الآن حيث لا جزاء عبث، والعبث محال على الله! وهذا من جهلهم وضلالهم، ويكفي في الرد عليهم أن الله تعالى أخبر عن الجنة، فقال:{أعدت للمتقين}، وقال عن النار:{أعدت للكافرين}، وفي الحديث: ((فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا