بالتوحيد والنهي عن الشرك، بعثهم الله بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتعظيم الأوامر والنواهي وطاعة كل نبي في زمانه.
وأما الشرائع فتختلف فيها الأوامر والنواهي، والحلال والحرام، كما قال الله تعالى:{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا}.
فدين الأنبياء جميعًا هو الإسلام، هو دين آدم ونوح وهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد نبينا صلى الله عليهم جميعًا وسلم، فدينهم جميعًا هو الإسلام العام الذي هو توحيد الله وإخلاص العبادة له، والنهي عن الشرك، وأما الإسلام بمعناه الخاص فهو: ما بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم من الشريعة الخاتمة.
ولهذا فكل نبي قال: إنه من المسلمين، فهذا نوح قال:{وأنا من المسلمين}، وقالت بلقيس:{وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}، وقال إبراهيم:{إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} فالإسلام دين الأنبياء جميعًا، قال الله:{ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال سبحانه:{إن الدين عند الله الإسلام} ولا يقبل الله من أحد دينًا غير الإسلام.
قال الله تعالى:{لقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، {وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، {وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، {وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} هذا هو الإسلام، يعني: الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
وكذلك كل نبي يُطاع في زمانه، يجب طاعته وامتثال أوامره واجتناب ونواهيه، ثم لما بُعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام بمعناه الخاص: الشريعة