وقوله:((وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ لَبْثِ يُوسُفَ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ)): فيه: الثناء على يوسف عليه السلام بالصبر؛ حيث إنه لما جاءه رسول الملك لم يخرج، وقال للرسول:{ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}؛ حتى يُظهر براءته.
وقوله:((وَحَدَّثَنَاهُ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ)): هذا شك، لكنه شك في المتابعات، لا في الأصول فلا يضر.
وهذا الحديث فيه: أن الملائكة يمكن أن يراهم الناس وأنهم يتشكلون بصور مختلفة، فالملائكة جاؤوا في صورة رجال من بني آدم، جاؤوا لإبراهيم وللوط عليهم السلام ورآهم الناس، كما أن الجني يمكن أن يتشكل، وأن يتصور في صورة رجل، أو امرأة، أو قط، أو حية، ويُرى- أيضًا- وقد أعطاهم الله القدرة على التشكل، لكن الأصل أن الناس لا يرون الجنَّ، وهذا هو الأغلب؛ لقوله تعالى:{إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}.