هذا الحديث فيه: بيان أن هذا العبد كان خائفًا، فلما صارت مكان كل سيئةٍ حسنةً طمع، فقال:((رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا)) يريد منها أن تكون حسنات، وهذا كله من باب الرجاء.
لكن على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء، قال سبحانه:{نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}، فلا يتعلق الإنسان بنصوص الرجاء ويترك نصوص الخوف، بل يجب أن يجمع بينهما حتى يعبد الله بالخوف والرجاء.
وقوله:((فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ)) ضحك صلى الله عليه وسلم من طمع ابن آدم، فهو خائف من كبار الذنوب، فلما جعل له مكان كل صغيرة حسنة طمع، وقال: هناك أشياء ما رأيتها، يعني: يود لو أنه يؤتى بها، وتبدل حسناتٍ.