وأما قول أبي هريرة رضي الله عنه:((أَوْصَانِي خَلِيلِي)) (١) فيقصد به النبي صلى الله عليه وسلم فهي خلة من جهة واحدة من قبل أبي هريرة، فأبو هريرة رضي الله عنه اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلًا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذه خليلًا.
قوله:((سَمِعْتُ عَائِشَةَ: وَسُئِلَتْ مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَهُ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، فَقِيلَ لَهَا: ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: عُمَرُ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى هَذَا)): هذا اجتهاد من عائشة رضي الله عنها، وفيه: دليل على أن فضل الشيخين متقرر عند الصحابة رضي الله عنهم: أبو بكر، ثم عمر، رضي الله عنهما، وأن الصحابة مجمعون على تقديم الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه: الرد على الرافضة الذين يتنقصونهما.