وقوله:((ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ- وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ- ضَعْفٌ))، يعني: سَنَتَي خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وكان في نزعه رضي الله عنه ضعف بسبب القلاقل والفتن وحروب الردة.
وقوله:((اسْتَحَالَتْ غَرْبًا))، أي: تحول الدلو الصغير إلى دلو كبير، فأخذه عمر رضي الله عنه، وجعل ينزع نزعًا شديدًا، وفي ذلك إشارة إلى طول خلافته رضي الله عنه؛ فقد استمرت عشر سنوات ونصفًا، وقد هدأت الأحوال واستتب الأمن، وعاد الناس إلى دين الله، وتفرغ للفتوحات، كما أن فيه إشارةً لاتساع الفتوحات في زمانه؛ ولهذا جعل ينزع نزعًا قويًّا من البئر، حتى روي الناس.
في هذا الحديث: منقبة لعمر رضي الله عنه بسبب غيرته، وهذه منقبة عظيمة، فمن ليس عنده غيرة فهو ديوث، فالإنسان يجب عليه أن يغار على محارمه؛ ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه بالغيرة قال عمر رضي الله عنه:((أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ عَلَيْكَ يُغَارُ))، والله تعالى موصوف بالغيرة، وهي من الصفات التي تليق بالله