كل هذا من البرِّ بالميت، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا بنفسه عليه الصلاة والسلام، فقد كان يكرم خلائل خديجة رضي الله عنها بعد موتها.
وفيه: أمانة عائشة رضي الله عنها مع الغيرة التي تكون بين النساء، فقد أصابتها غيرة، وقالت:((مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ))، وقد توفيت قبل أن يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بثلاث سنين، ومع ذلك كانت تغار منها بسبب ما كانت تسمع من ذكره لفضلها.
ثم ذكرت- أيضًا- من فضائلها رضي الله عنها، وقالت:((وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ))، ومع كونها تغار منها فهي تذكر فضائلها التي سمعتها ولا تخفيها، وهذا كله يدل على صدقها وأمانتها وفضلها رضي الله عنها.
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ، وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ:((أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ)) قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)).