وقولها:((حَتَّى أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا))، أي: قصدتها واعتمدتها بالمعارضة، وفي الرواية الثانية:((لَمْ أَنْشَبْهَا أَنْ أَثْخَنْتُهَا غَلَبَةً))، أي: قمعتها وقهرتها.
وفي هذا الحديث: أنه اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسلن فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وقلن لها: قولي للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ))، والعدل الذي كُنَّ يردنه هو: المساواة في المحبة.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساوي بينهن في القسم والنفقة والكسوة والسكنى، كل واحدة لها ليلة، لكنهن أردنَ العدل في المحبة، والمحبة لا يستطيع الإنسان العدل فيها، ولا يلام عليها.
واعلم أن الواجبَ العدلُ في أربعةِ أشياءَ: النفقة، والكسوة، والسكنى، والقسم، وقال بعض العلماء: إنه يجب أن يقسم حتى للحائض والنفساء،