رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ))، قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
قوله:((وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا)): العَزَبُ- بفتح العين والزاي- هو: الذي لا أهل له، رجلًا كان أو امرأة، يقال: رجل عزب، وامرأة عزب.
وفي هذا الحديث: جواز النوم في المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على النوم فيه، ولم ينهه عنه.
وفيه: مشروعية قص الرؤيا على معبر ليعبرها، وهذا هو الأصل، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقصون رُؤَاهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيعبرها لهم، وجاء في الحديث الآخر: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ )) قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا، فَقَالَ:((هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ )) (١) فإن رأى أحد رؤيا قصها عليه وعبرها له.
وقوله:((قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا))، يعني: أنه عمل بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم، وصار قيامُ الله دأبَه.
وفيه: ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله رضي الله عنه، قال:((نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ))، فـ ((نِعْمَ)) من أفعال المدح والثناء.