للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ، قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الْآخِرَةِ.

قوله: ((وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا، وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ) يعني: جعلت نصفه إزارًا ونصفه الآخر رداءً، والإزار هو: ما يشد به النصف الأسفل، والرداء هو: ما يوضع على الكتفين.

وفي هذه الأحاديث: منقبة لأنس رضي الله عنه، حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث دعوات: دعوتين في الدنيا، ودعوة في الآخرة، فاللتان في الدنيا: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ) والدعوة الثالثة: المغفرة ودخول الجنة؛ ولهذا قال أنس رضي الله عنه: ((فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ، قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الْآخِرَةِ))، رأى اثنتين في الدنيا وهما المال والولد، والثالثة ينتظرها في الآخرة.

وفيها: عَلَمٌ من أعلام النبوة، حيث إن الله تعالى استجاب دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فوقع كما أخبر.

وفيها: دليل على أن المال والولد مع البركة خير عظيم؛ فإن صاحب المال إذا كان صالحًا تقيًّا وكسب ماله من وجوه مشروعة فإنه يتصدق منه في أوجه الخير، ويصل بها رحمه، وكذلك الأولاد إذا أصلحهم الله وبارك فيهم فإنهم يكونوا نافعين في الدنيا والآخرة، وإلا فمجرد المال قد لا يكون خيرًا إذا كسبه الإنسان من وجوه مشبوهة ومحرمة، وبخل بالحق الواجب فيه، فيصير بذلك هذا المال شرًّا على صاحبه.

وفيه: أن أنسًا رضي الله عنه كثر ولده وولد ولده حتى إنهم ليتعادُّون عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ، أي: يبلغ عددهم المائة، وجاء في الحديث الآخر: ((أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ البَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ)) (١).


(١) أخرجه البخاري (١٩٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>