للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَمِيمٍ)) (١)، فالله تعالى يقدر الخير لأقوام، ثم يصرفه عنهم بسبب عجلتهم وجفائهم، فبسبب جفاء بني تميم صرف الله عنهم هذا الخير لأهل اليمن وقبلوه، وكذلك هذا الأعرابي صُرف عنه هذا الخير لبلال وأبي موسى رضي الله عنهما بسبب جفوته وغلظته.

وفيه: جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما مس بشرته؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بماء غسل فيه وجهه ويديه ومج فيه، فقال لأبي موسي وبلال رضي الله عنهما: ((اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا)).

وهذا التبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقاس عليه غيره، خلافًا للنووي، وابن حجر رحمهما الله اللذين قالا: ((إن فيه التبرك بآثار الصالحين)) (٢)، وهذا خطأ؛ لأنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولأن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوه مع غيره صلى الله عليه وسلم.

وفيه: الحرص على الخير والمشاركة فيه؛ حيث إن أم سلمة رضي الله عنها طلبت المشاركة في آثار النبي صلى الله عليه وسلم حتى تتبرك بها، فقد سمعت رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت- من وراء الستر-: ((أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا))، فأفضلا لها منه طائفة.

وفيه: أنه ينبغي للإنسان أن يكون كريمًا، وأن يشرك غيره في الخير.


(١) أخرجه البخاري (٣١٩١).
(٢) شرح مسلم، للنووي (١٦/ ٥٩)، فتح الباري، لابن حجر (١٠/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>