للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا الحديث: دليل لمن ذهب من أهل العلم إلى أن الخضر عليه السلام ميت، وأنه غير باقٍ، وذهب آخرون منهم إلى أنه حي، وأنه من المعمِّرين، قال النووي رحمه الله: ((وقد احتج بهذه الأحاديث من شذ من المحدثين فقال: الخضر عليه السلام ميت، والجمهور على حياته، كما سبق في باب فضائله، ويتأولون هذه الأحاديث على أنه كان على البحر لا على الأرض، أو أنها عام مخصوص)) (١)، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله القولين (٢).

والصواب: أن الخضر ميت؛ لأمرين:

الأمر الأول: أنه لو كان حيًّا لجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، ولا يمكن أن يبقى عبد صالح، أو نبي ولا يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤمن به ويتبعه، قال تعالى: {وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}.

الأمر الثاني: أنه لو سُلم أنه كان باقيًا فإنه يشمله هذا الحديث، فيموت بعد مائة سنة ولا يبقى بعدها، ولا يعتبر هذا شذوذًا، كما قال النووي رحمه الله.


(١) شرح مسلم، للنووي (١٦/ ٩٠).
(٢) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٤/ ٣٣٨)، (٢٧/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>