ذهبًا لكان ثواب الصحابي الذي أنفق المد ونصف المد أكثر من ثواب من أنفق مثل أحد ذهبًا.
وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا لخالد بن الوليد رضي الله عنه لما حصل بينه وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه خلاف، وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من السابقين الأولين الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، وأما خالد بن الوليد رضي الله عنه فتأخر إسلامه، حيث أسلم بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة، فالنبي صلى الله عليه وسلم خاطب خالدًا رضي الله عنه بهذا الحديث، فإذا كان هذا التفاوت بين الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم فكيف بمن بعد الصحابة؟ !
وهناك- أيضًا- من الصحابة رضي الله عنهم طبقة ثالثة، وهم الذين أسلموا بعد فتح مكة، ومنهم: أبو سفيان، وابناه: يزيد، ومعاوية رضي الله عنهم، ويقال لهم: الطُّلَقَاء.
وفيه: أن سب الصحابة رضي الله عنهم طعنًا في دينهم كفر بواح، وأما سبهم بسبب الغيظ والغضب فهو من الكبائر؛ لعظم منزلة الصحابة رضوان الله عليهم، ولأنهم نقلوا الدين ونقلوا الشريعة، ولأن الله زكاهم وعدَّلهم.
وهل يقتل سابُّ الصحابة، أو يعزر؟ قولان لأهل العلم.