للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوصية بأهل مصر خيرًا، فقال: ((إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا)): ذمة، يعني: حرمةً وحقًّا، وهو بمعنى الذمام، وفي اللفظ الآخر: ((إِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَصِهرًا)) (١) أما الرحم فلأن أم إسماعيل عليه السلام- وهي هاجر- من أهل مصر، والصهر: لأن مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من أهل مصر- أيضًا.

فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمراعاة الحرمة والحق الذي لأهل مصر، وأمر بالوصية بهم خيرًا.

وفيه: علم- أيضًا- من أعلام النبوة، حيث أخبر أن المؤمنين سيكون لهم قوة وقدرة يقهرون بها العجم.

وفيه: أمره بالخروج إذا رأى أحد رجلين يقتتلان على لبنة، ويتنازعان فيها، فيدعي كل منهما أنها من حقه، وإنما أمر بالخروج إذا رأى ذلك؛ لأنه دليل على شدة إقبال أهلها على الدنيا وغلوهم فيها.


(١) أخرجه مسلم (٢٥٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>