للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا الحديث: قصة قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وصلبه، وذلك أنه لما تولى الإمارة، وبايعه أهل الحجاز، وأهل الشام، ولم يبق إلا بعض بني أمية، فخرج عليه عبد الملك بن مروان، ودعا لنفسه بالخلافة، وأخذ الشام، وأخذ العراق، وولَّى الحجاج بن يوسف إمرة العراق، ثم أوكل إليه مهمة قتال عبد الله بن الزبير، وكان عبد الله رضي الله عنه في مكة وهي عاصمة خلافته، فطلب الحجاج أمير العراق من عبد الملك بن مروان أن يرسل الجيوش إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وكان ذلك، فحصل بينه وبين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قتال، وفي النهاية انتصر الحجاج، فقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وهو صحابي جليل، وصلبه على خشبه على جذع، كما في هذا الحديث، ورمى الكعبة بالمنجنيق، فهدمها، وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بناها على قواعد إبراهيم عليه السلام؛ عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: ((يَا عَائِشَةُ لَوْلا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ- قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ- بِكُفْرٍ، لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يَخْرُجُونَ، فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ)) (١).

فرأى عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن الإسلام قد استقر، وما خشيه النبي صلى الله عليه وسلم قد زال، فأدخل الحِجر في الكعبة، وفتح بابًا غربيًّا، وأنزل الباب الشرقي وكان مرتفعًا، فصار الناس يدخلون من باب ويخرجون من باب، وصارت الكعبة مبنية على قواعد إبراهيم، لكن الحجاج بن يوسف لما رمى الكعبة بالمنجنيق هدمها، ثم أعاد بناءها على ما كانت عليه في الجاهلية، وأخرج الحِجر، وسد الباب الغربي، ورفع الباب الشرقي.

وفيه: أن الحجاج لما قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه صلبه على جذع، فمر به عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو مصلوب، فجعل يقول: ((السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ- ثلاث مرات) وفيه:


(١) أخرجه البخاري (١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>