في هذه الأحاديث: دليل على أن صلة أصدقاء الوالدين من البر، ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ))، فجعل صلة أصدقاء الأب من أبر البر؛ ولهذا أحسن ابن عمر رضي الله عنهما إلى هذا الأعرابي؛ لأن أباه كان صديقًا لعمر رضي الله عنه، فأعطاه حمارًا كان يركبه ويستريح عليه إذا مل من ركوب البعير، وأعطاه عمامة كان يشدُّ بها رأسه، فأنكر أصحابه رضي الله عنه صنيعه هذا وقالوا له:((أَصْلَحَكَ اللهُ))، وهي دعوة طيبة تقال للكبار وللصغار، ومثلها قول:((اتَّقِ اللهَ))، وقد قالها تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{يا أيها النبي اتق الله}.
وكذلك من بر الزوجة بر أصدقائها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذبح الشاة ((فَيُهْدِي فِي خَلائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ)) (١) رضي الله عنها.